التعامل مع ملوحة التربة من خلال محاصيل بديلة في إثيوبيا وجنوب السودان

للاستفسارات الإعلامية

عبد المطلب بيجمراتوف

مدير إدارة المعرفة والتواصل الإعلامي

  • A.Begmuratov@biosaline.org.ae
  • 45 63 304 4 971 +
  • وفد رفيع المستوى من إثيوبيا برئاسة معالي الدكتور كابا أورغيسا، وزير دولة لشؤون الزراعة والموارد الطبيعية؛ ووفد آخر من جنوب السودان برئاسة الدكتور فيكتور بينيت، مدير عام البحوث لدى وزارة الزراعة والحراجة والجمعيات التعاونية والتنمية الريفية، إلى المقر الرئيس لإكبا في دبي خلال الفترة 26-27 فبراير/شباط 2018 لحضور الاجتماع السنوي الخاص بأبرز التطورات.
    وفد رفيع المستوى من إثيوبيا برئاسة معالي الدكتور كابا أورغيسا، وزير دولة لشؤون الزراعة والموارد الطبيعية؛ ووفد آخر من جنوب السودان برئاسة الدكتور فيكتور بينيت، مدير عام البحوث لدى وزارة الزراعة والحراجة والجمعيات التعاونية والتنمية الريفية، إلى المقر الرئيس لإكبا في دبي خلال الفترة 26-27 فبراير/شباط 2018 لحضور الاجتماع السنوي الخاص بأبرز التطورات.
  • قدم الدكتور كابا أورغيسا عرضاً تقديمياً عن الزراعة الإثيوبية والخطط المستقبلية.
    قدم الدكتور كابا أورغيسا عرضاً تقديمياً عن الزراعة الإثيوبية والخطط المستقبلية.
27 فبراير 2018

يعمل المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) على إدخال محاصيل بديلة تتسم بتحمّلها للملوحة في كل من إثيوبيا وجنوب السودان سعياً منه لمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على التأقلم مع ملوحة التربة.

ويشكل هذا العمل جانباً رئيساً من الجوانب التي يعمل عليها مشروع يموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) بعنوان "استصلاح التربة المتأثرة بالملوحة وإدارتها لتحسين الإنتاجية الزراعية" والذي يعرف اختصاراً بمشروع RAMSAP.

ولعل تملح التربة يشكل أحد الأسباب الرئيسة التي تقف وراء تدني إنتاجية المزرعة والحيوانات، فضلاً عن تراجع التنوع الحيوي الطبيعي في كلّ من إثيوبيا وجنوب السودان. فبمساحة 11 مليون هكتار من الأراضي المتأثرة بالملوحة، تحتل إثيوبيا الصدارة في قائمة البلدان الأفريقية من حيث مساحة الأراضي المتأثرة بالملوحة، وذلك يعود إلى عوامل مرتبطة بالأنشطة البشرية والعمليات الطبيعية على حدّ سواء.

ونظراً للعدد الكبير من رؤوس الماشية التي تملكها إثيوبيا وجنوب السودان نرى أن ثمة حاجة ملحة إلى تحسين إنتاج الأعلاف من خلال زراعة نباتات مقاومة للإجهادات الأحيائية (الآفات والأمراض) وتلك اللاأحيائية (الجفاف والملوحة). وهذا ما يمثل الهدف الذي يصبو إليه مشروع RAMSAP بقيادة الدكتور أسد سروار قرشي، خبير أول في إدارة المياه والري لدى إكبا، فضلاً عن الهدف المتمثل في ضمان زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والدخل لدى المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من خلال تحفيز التقانات والممارسات الرامية إلى استصلاح النظم الزراعية المروية المتأثرة بالملوحة وإدارتها على نحوٍ مستدام.

ومن بين فعاليات المشروع زيارة أجراها وفد رفيع المستوى من إثيوبيا برئاسة معالي الدكتور كابا أورغيسا، وزير دولة لشؤون الزراعة والموارد الطبيعية؛ ووفد آخر من جنوب السودان برئاسة الدكتور فيكتور بينيت، مدير عام البحوث لدى وزارة الزراعة والحراجة والجمعيات التعاونية والتنمية الريفية، إلى المقر الرئيس لإكبا في دبي خلال الفترة 26-27 فبراير/شباط 2018 لحضور الاجتماع السنوي الخاص بأبرز التطورات.

وخلال الاجتماع، ناقش شركاء المشروع بشكل مفصل نتائج الدراسات المختلفة التي تنفذ ضمن مشروع RAMSAP في كلا البلدين، حيث تمحورت المناقشات بصفة خاصة حول توسيع نطاق الحزم التقانية المختبرة إلى خارج مناطق المشروع المستهدفة خلال السنتين القادمتين.

كما التقى الوفدان أيضاً مع الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، حيث قامت بإطلاع أعضائهما على برامج البحوث الرئيسية للمركز التي تعمل على تحقيق التنمية في ميادين إنتاجية المحاصيل وتنويعها، وتأثيرات التغير المناخي وإدارته، وتحليل السياسات، وتربية الأحياء المائية والطاقة الحيوية، وكذلك على إدارة الموارد الطبيعية في شتى الأقاليم كالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز. 

وعلى هامش الاجتماع الذي تواصل على مدى يومين، انعقد منتدى زراعي (سلسلة من المحادثات التي ينظمها إكبا بين كبار المتحدثين) تحدث خلاله الدكتور كابا أورغيسا عن الزراعة الإثيوبية والخطط المستقبلية، كما تحدث الدكتور فيتكور بينيت عن خطة التنمية الزراعية الشاملة في جنوب السودان. 

وخلال هذه الفعالية، قال الدكتور كابا أورغيسا: "استطعنا بالتعاون مع إكبا إطلاق خطة استصلاح التربة المتأثرة بالملوحة، حيث مع نهاية الخطة الثانية للنمو والتحويل، سيتم إعادة تأهيل 128,000 هكتار من التربة المالحة واستصلاحها باستخدام تقانات زراعية بديلة. وفي الوقت الراهن، يتم اعتماد أصناف محلية من بلدنا وأخرى قدمها إكبا وذلك في أربعة مناطق من قبيل أوروميا وأمهرة وعفار وتيجراي."

وأضاف: "نحاول خلال السنتين الأخيرتين إدخال أصناف متحملة للملوحة تم تطويرها في إكبا، فضلاً عن أصناف محلية قمنا باختبارها في مواقع مختلفة لمعهد البحوث الزراعية. كما نحاول إشراك جامعات محلية، لاسيما تلك الواقعة في مناطق متأثرة بالملوحة. وتشير النتائج التي تم التوصل إليها حتى تاريخه إلى وجود بعض الأنواع التي تتسم بقدرة جيدة جداً على تحمل ظروف التربة المالحة، حيث قد تكون بعض من تلك الأنواع صالحة للأكل وبعضها يمكن استخدامه كعلف للماشية. ففي هذه المناطق، تتأثر نسبة تنوف على خمسة في المائة من أراضينا الصالحة للزراعة بمستويات ملوحة تتراوح من متوسطة إلى مرتفعة. وأعتقد أنه من خلال العمل المشترك الذي نقوم به مع إكبا، وكذلك انطلاقاً من الدعم العلمي والفني الذي نحصل عليه من هذه المنظمة، سنتوصل إلى أفضل الحلول المتعلقة بالأغذية والأعلاف."

من جهته، قال الدكتور فيكتور بينيت مسلطاً الضوء على أهمية عمل إكبا في جنوب السودان: "أعرب عن سعادتي البالغة لزيارة إكبا، حيث كانت هذه الزيارة محط إعجاب لي وداعمة لجنوب السودان. نحن نجري أبحاثاً بالتعاون مع إكبا، والآن خلال هذه الزيارة، رغبت في التعرف على التقانات التي يتم تطبيقها في مجال الملوحة والمناطق المتأثرة بالملوحة. ما نقوم به هذا العام يصب بشكل رئيس على إجراء المسوحات وجمع العينات. لكننا جئنا إلى هنا لإعادة النظر بالمشروع نفسه، وللتعرف على التحديات التي تقف أمامنا حتى الآن، فضلاً عن الرغبة في مناقشة سبل المضي قدماً، ومن بينها –  بناءاً على اختبارنا للأصناف التي حصلنا عليها من إكبا والنتائج المشجعة جداً – توسيع نطاق زراعتها وإجراء انتخاب تشاركي مع المزارعين في المناطق المختارة. إذ قمنا حتى تاريخه باختيار خمس مناطق في جنوب السودان، حيث نناقش في الوقت الراهن مع إكبا توسيع هذه المناطق وزيادة عدد تلك الأصناف."