مشروع RESADE يدعم إنشاء بنوك البذور المجتمعية في ست دول إفريقية
تدرك المزارعة نداي جوب من قرية غينجي وولوف في غامبيا تمامًا قيمة الحصول على بذور جيدة، فقد كانت تعاني كل عام من صعوبة تأمين بذور عالية الجودة لزراعتها. ومع تأسيس بنك بذور مجتمعي جديد في قريتها، بدأت هذه المعاناة بالتراجع تدريجيًا.
وتتولى نداي منصب نائبة رئيس مدرسة المزارعين الميدانية في غينجي وولوف، التي أنشأت بنك البذور بدعم من المعهد الوطني للبحوث الزراعية في غامبيا (NARI). وقد تلقى أعضاء التعاونية تدريبًا عمليًا على كيفية معالجة البذور وتخزينها، بما يضمن توافر بذور جيدة في كل موسم زراعي.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور راكيش كومار سينغ، رئيس قسم تنويع المحاصيل وتحسينها الوراثي في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا): "يُعد بنك البذور المجتمعي مؤسسة محلية، غالبًا غير رسمية، وتتمثل مهمته الأساسية في حفظ وصون وتبادل البذور المحلية والمفضلة لدى المزارعين لاستخدامها على مستوى المجتمع. وعادةً ما تُدار هذه البنوك من قبل مجموعة صغيرة من المزارعين رجالًا ونساءً، لكنها تخدم شريحة واسعة من المزارعين في المجتمع".
تعزيز بنوك البذور عبر مشروع RESADE
في إطار المشروع الإقليمي الممتد لخمس سنوات تحت عنوان "تحسين المرونة الزراعية تجاه الملوحة من خلال تطوير وتعزيز تقنيات مناصرة للفقراء" (RESADE)، يعمل إكبا بالتعاون مع أنظمة البحوث الزراعية الوطنية في كل من بوتسوانا، غامبيا، ليبيريا، موزمبيق، سيراليون وتوغو، بهدف رفع الإنتاجية الزراعية وتحسين دخل المجتمعات الريفية في المناطق المتأثرة بالملوحة.
ويتضمن المشروع مجموعة من الأنشطة، من أبرزها إنشاء وحدات مجتمعية لإنتاج ومعالجة البذور بما يضمن تعزيز توافر بذور عالية الجودة للمزارعين.
ويُنفذ المشروع بالشراكة مع كل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (بيد)، والبنك الإسلامي للتنمية (IsDB)، بما يعكس التزام هذه المؤسسات بدعم حلول عملية ومستدامة تعزز الأمن الغذائي والمرونة المناخية في المناطق الأكثر هشاشة.
وأوضح الدكتور راكيش كومار أن بنوك البذور المجتمعية تختلف عن البنوك الوطنية أو الدولية للبذور، إذ تقوم على مبدأ الحفاظ على الأصناف المحلية التي يحتفظ بها المزارعون في الحقول أو الحدائق المنزلية، أي على مستوى المجتمع المحلي.
وتركز هذه البنوك بشكل أساسي على تبادل البذور بين المزارعين موسمًا بعد موسم، حيث تُخزن لفترات قصيرة ويتم تجديدها سنويًا بآليات مختلفة.
وتُعد بنوك البذور المجتمعية عنصرًا حيويًا في الحفاظ على التنوع الوراثي الزراعي ومنع اندثار الأصناف المحلية، نظرًا لتكيف هذه البذور مع التربة والمناخ في البيئات التي تنمو فيها.
وأضاف الدكتور كومار: "من خلال بنوك البذور المجتمعية يمكننا تعزيز النظم الغذائية المحلية ودعم الأمن الغذائي، ابتداءً من البذور".
تدريب قادة المجتمعات
نظم مشروع RESADE ورشة عمل تطبيقية في دبي استمرت خمسة أيام حول بنوك البذور المجتمعية، بمشاركة 27 باحثًا وخبيرًا إرشاديًا وممثلين عن المزارعين من الدول الست المستفيدة من المشروع.
وعقب ذلك، أُقيمت تدريبات محلية في هذه الدول ركزت على التعرف على البذور وبناء قدرات أعضاء التعاونيات الزراعية في إدارة بنوك البذور. وتعلم المشاركون خلالها خطوات إنشاء بنك بذور مجتمعي وكيفية تشغيله والاستفادة منه بصورة فعّالة.
وقال المزارع كارمونا صامويل من منطقة موامبا في موزمبيق، وهو أحد المشاركين في تدريب دبي:"ننقل الآن ما اكتسبناه من معرفة في دبي إلى أعضاء جمعيتنا، وقد قدمنا بالفعل مشروعًا لبنك بذور مجتمعي إلى حكومتنا المحلية. ونأمل أن نتمكن من إدارة هذا البنك بشكل مستدام يضمن توافر البذور الجيدة لأعضائنا مع بداية كل موسم زراعي".