اليوم العالمي لحماية الطبيعة 2025: حماية الموارد الطبيعية وتعزيز القدرة على التكيّف

  • في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، يشكل هذا الالتزام محورًا رئيسيًا في كافة مجالات عملنا البحثية والتطبيقية. سواء عبر استصلاح الأراضي المتدهورة، أو تحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، أو الحفاظ على التنوع الوراثي للمحاصيل، فإن جهودنا تتركّز على دعم المجتمعات التي تعيش في أكثر البيئات تحديًا، من المناطق المالحة إلى الأراضي القاحلة وشحيحة الموارد.
    في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، يشكل هذا الالتزام محورًا رئيسيًا في كافة مجالات عملنا البحثية والتطبيقية. سواء عبر استصلاح الأراضي المتدهورة، أو تحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، أو الحفاظ على التنوع الوراثي للمحاصيل، فإن جهودنا تتركّز على دعم المجتمعات التي تعيش في أكثر البيئات تحديًا، من المناطق المالحة إلى الأراضي القاحلة وشحيحة الموارد.
  • يعتمد عمل إكبا على فهم معمّق لخصوصية المناطق المالحة، والأراضي الجافة، والمناطق الساحلية، حيث يكون التوازن البيئي بالغ الهشاشة، وأي اضطراب فيه قد يؤدي إلى آثار بيئية طويلة الأمد. فهذه المناطق تعاني من تحديات متراكبة تشمل تدهور التربة وارتفاع مستويات الملوحة، وندرة المياه العذبة، إلى جانب ضغوط بيئية متصاعدة، مما يستلزم اعتماد حلول علمية مبتكرة تراعي حدود النظام البيئي وتستند إلى المعرفة المحلية.
    يعتمد عمل إكبا على فهم معمّق لخصوصية المناطق المالحة، والأراضي الجافة، والمناطق الساحلية، حيث يكون التوازن البيئي بالغ الهشاشة، وأي اضطراب فيه قد يؤدي إلى آثار بيئية طويلة الأمد. فهذه المناطق تعاني من تحديات متراكبة تشمل تدهور التربة وارتفاع مستويات الملوحة، وندرة المياه العذبة، إلى جانب ضغوط بيئية متصاعدة، مما يستلزم اعتماد حلول علمية مبتكرة تراعي حدود النظام البيئي وتستند إلى المعرفة المحلية.
  • لم تعد حماية الموارد الطبيعية مسعى ثانويًا، بل أصبحت ركيزة أساسية في بناء أنظمة مرنة تخدم الإنسان والبيئة معًا. وفي إكبا، يتجسد هذا التوجّه في الربط المتكامل بين الزراعة الملحية، وصياغة السياسات، والتعليم، وتمكين المجتمعات، ضمن إطار شامل يهدف إلى صون الموارد الطبيعية وتعزيز استدامتها.
    لم تعد حماية الموارد الطبيعية مسعى ثانويًا، بل أصبحت ركيزة أساسية في بناء أنظمة مرنة تخدم الإنسان والبيئة معًا. وفي إكبا، يتجسد هذا التوجّه في الربط المتكامل بين الزراعة الملحية، وصياغة السياسات، والتعليم، وتمكين المجتمعات، ضمن إطار شامل يهدف إلى صون الموارد الطبيعية وتعزيز استدامتها.
الأحد, 27 يوليو, 2025

تشكل الطبيعة الركيزة الأساسية للحياة، فهي التي تنظم إنتاج الغذاء ، وتوفّر مصادر المياه ، وتحافظ على صحة التربة، وتصون التنوع البيولوجي، وتدعم قدرة الإنسان على التكيّف مع تغيّرات المناخ. وفي اليوم العالمي لحماية الطبيعة، نسلّط الضوء على الأهمية البالغة لحماية النُظم البيئية الطبيعية، لاسيما في ظل التزايد المستمر في الضغوط البيئية حول العالم.

في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، يشكل هذا الالتزام محورًا رئيسيًا في كافة مجالات عملنا البحثية والتطبيقية. سواء عبر استصلاح الأراضي المتدهورة، أو تحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، أو الحفاظ على التنوع الوراثي للمحاصيل، فإن جهودنا تتركّز على دعم المجتمعات التي تعيش في أكثر البيئات تحديًا، من المناطق المالحة إلى الأراضي القاحلة وشحيحة الموارد.

الطبيعة العالمية في ظل أزمات متفاقمة

تواجه النظم البيئية الطبيعية ضغوطًا متفاقمة وغير مسبوقة. وتشير التقديرات إلى أن نحو 30% من أراضي العالم – أي ما يزيد على 3.2 مليار هكتار – قد تعرضت للتدهور، ما يُلحق ضررًا مباشرًا بوظائف النظم البيئية ويهدد سبل العيش المعتمدة عليها. وتشغل الأراضي الجافة حاليًا ما يقارب 41% من سطح اليابسة، وتشكّل موطنًا لأكثر من ملياري إنسان، إلا أنها تواجه تهديدات متزايدة نتيجة تسارع وتيرة التصحّر وشدة التغيرات المناخية. كما أن نحو 1.4 مليار هكتار من الأراضي – ما يعادل 10.7% من إجمالي اليابسة – يعاني من ملوحة التربة، وهي من أبرز التحديات التي تقوّض الإنتاج الزراعي واستدامة استخدام الأراضي.

ورغم الجهود العالمية في مجال الحماية، لا تزال نسبة المناطق الأرضية ومياه الداخل المحمية رسميًا لا تتجاوز 17.6%، بينما لا تزيد نسبة المناطق البحرية المحمية عن 8.4%. كذلك، يفتقر نحو 2.2 مليار شخص إلى مياه شرب مأمونة، ويواجه حوالي 2.7 مليار شخص ندرة في المياه لمدة لا تقل عن شهر واحد سنويًا. كما أن نحو 50% من المراعي العالمية تعاني من التدهور، ما يفاقم التحديات المرتبطة بإنتاج الغذاء وسبل العيش الرعوية في قارات عدة. وتؤكد هذه المعطيات الحاجة الملحّة إلى تدخلات علمية لإعادة تأهيل الأراضي، وصون التنوع البيولوجي، وتعزيز قدرة النظم البيئية على التكيّف.

العمل في النُظم البيئية الهشّة

يعتمد عمل إكبا على فهم معمّق لخصوصية المناطق المالحة، والأراضي الجافة، والمناطق الساحلية، حيث يكون التوازن البيئي بالغ الهشاشة، وأي اضطراب فيه قد يؤدي إلى آثار بيئية طويلة الأمد. فهذه المناطق تعاني من تحديات متراكبة تشمل تدهور التربة وارتفاع مستويات الملوحة، وندرة المياه العذبة، إلى جانب ضغوط بيئية متصاعدة، مما يستلزم اعتماد حلول علمية مبتكرة تراعي حدود النظام البيئي وتستند إلى المعرفة المحلية.

ومن خلال البحوث التطبيقية والشراكات متعددة الأطراف، يعمل إكبا على تطوير تقنيات وممارسات ذكية مناخيًا مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات هذه البيئات. وتشمل هذه الجهود استنباط محاصيل قادرة على التحمّل في ظروف الملوحة والجفاف، وتطبيق أنظمة ريّ مستدامة تعزز الإنتاج الزراعي دون الإخلال بتوازن الموارد الطبيعية.

مجالات التركيز في حماية الطبيعة

بهذه المناسبة، نسلّط الضوء على ثلاث مجالات رئيسية يساهم فيها إكبا بفعالية في صون الموارد الطبيعية:

حماية صحة التربة: يعمل إكبا على دعم ممارسات إدارة خصوبة التربة المتكاملة، بهدف الحفاظ على إنتاجية الأراضي في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وآسيا الوسطى. كما يسهم في تعزيز الوعي العام بأهمية التربة من خلال مبادرات تعليمية وتوعوية، مثل "متحف الإمارات للتربة" والنموذج الإقليمي المقترح لإنشاء متاحف متخصصة بالتربة. وتسهم هذه البرامج في ترسيخ فهم أعمق للدور الحيوي الذي تؤديه التربة في دعم الزراعة، والحفاظ على النظم البيئية، وتعزيز الأمن الغذائي، بما يعزز من ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي.

استدامة المياه: في ظل الضغوط المتزايدة على الموارد المائية العذبة، يركّز إكبا على تحسين كفاءة استخدام المياه غير التقليدية في الزراعة، بما في ذلك المياه المالحة، والمياه منخفضة الجودة، والمياه المعالجة. ويهدف هذا التوجه إلى تقليل الاعتماد على الموارد العذبة، مع الحفاظ على إنتاجية النظم الزراعية. كما يطوّر المركز أدوات وتقنيات فعّالة لإدارة المياه في البيئات الشحيحة، بما يعزز من إنتاجية المياه واستدامتها على المدى الطويل.

حفظ التنوع الوراثي للبذور: يضم بنك الجينات التابع لإكبا مجموعة فريدة تضم 17,632 مدخلة وراثية من المحاصيل المتحملة للحرارة، والملوحة، والجفاف، إضافة إلى نباتات برية ذات أهمية بيئية في النظم الهشة. وفي مارس 2025، أودع المركز 315 عينة من بذور 110 أنواع نباتية متكيفة في القبو العالمي للبذور في سفالبارد بالنرويج، من بينها شجرة الغاف – الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة – ونبات السُرم (Sea Purslane)، إلى جانب محاصيل أخرى واعدة تناسب البيئات الجافة.

ويُعد هذا الإجراء خطوة أساسية نحو تأمين الحفظ طويل الأمد للموارد الوراثية النباتية، وضمان إمكانية الوصول إليها مستقبلًا لدعم الأمن الغذائي وتطوير نظم زراعية قادرة على التكيّف مع التغيرات المناخية.

نحو مستقبل متجدد

لم تعد حماية الموارد الطبيعية مسعى ثانويًا، بل أصبحت ركيزة أساسية في بناء أنظمة مرنة تخدم الإنسان والبيئة معًا. وفي إكبا، يتجسد هذا التوجّه في الربط المتكامل بين الزراعة الملحية، وصياغة السياسات، والتعليم، وتمكين المجتمعات، ضمن إطار شامل يهدف إلى صون الموارد الطبيعية وتعزيز استدامتها.

ويعمل المركز بالتعاون مع طيف واسع من الشركاء من مختلف التخصصات لترسيخ مفاهيم الاستدامة في جميع مستويات العمل، بدءًا من التجارب الميدانية، مرورًا بوضع استراتيجيات وطنية، وصولًا إلى تنمية القدرات وبناء المحتوى التعليمي. فبداية المسار نحو التجديد تكمن في تمكين المؤسسات والأفراد بالأدوات والمعرفة، ليصبح العلم محركًا حقيقيًا للقدرة المحلية على التكيّف والصمود.

نظرة إلى المستقبل

مع إحياء اليوم العالمي لحماية الطبيعة، يجدد المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) التزامه الراسخ بتقديم حلول علمية مصممة وفقًا للظروف المحلية في مجالات المحاصيل، والتربة، والمياه، بما يعزز صون الموارد الطبيعية ويُمكّن المجتمعات من التكيّف وبناء مستقبل أكثر استدامة.

فكل أرض أُعيد تأهيلها، وكل بذرة حُفظت، وكل قرار اتُّخذ استنادًا إلى المعرفة، يُعد خطوة نحو مستقبل يرتكز على التوازن والوعي بالمسؤولية البيئية.