موارد المياه واستخدامها

يعد تقييم موارد المياه، لاسيما الهامشية منها، مسألة أساسية لدعم الشركاء القطريين لمركز "إكبا" على مستوى الإدارة المستدامة لمواردهم القيمة.
يستخدم "إكبا" أدوات نمذجة نوعية لتحديد كمية المياه العذبة والهامشية المتوافرة وتقييم التدهور في نوعية المياه، لاسيما الملوحة، لتحديد الأسباب وراء هذا التدهور وتوفير حلول استراتيجية من خلال تخطيط متكامل لموارد المياه. وتشتمل أنماط المياه هذه على المياه السطحية والمياه الجوفية والمياه المحلاة وكذلك المياه العادمة المعالجة ومياه الصرف.
وتعتبر المياه الجوفية المصدر الرئيسي للمياه المخصصة للاستخدام الزراعي في كثير من البلدان. كما يشكل فهم النمط الهيدروجيولوجي ودفق المياه الجوفية وتخزين المياه في طبقات المياه الجوفية وانتقال الملوثات (بفعل التأثيرات الممرضة) خطوة أساسية لإدارة موارد المياه الجوفية بطريقة مستدامة. وتتبنى بحوث "إكبا" نهج تحديد مناطق المياه الجوفية من حيث كمية المياه ونوعيتها، وربط توافر المياه ونوعيتها بملاءمتها لزيادة إنتاجية المحاصيل إلى الحدّ الأعظمي.
تمثل المياه السطحية مورداً حيوياً متجدداً للمياه وأساسياً في كثير من البلدان. ويقوم "إكبا" بتنسيق الدعم العلمي وتوفيره من أجل إدارة أحواض الأنهار في ظل ظروف تغير المناخ والتصحر باستخدام نهج الإدارة المتكاملة لموارد المياه. وفي سياق متصل، يعمل "إكبا" على تحديد وتقييم النـُهُج المبتكرة لحجز المياه وتخزينها والقابلة للتطبيق على مساحات أصغر من قبيل مساقط المياه.
وفي البلدان التي تعاني من ندرة المياه، من قبيل تلك الواقعة في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتزايد ضرورة الاستخدام الآمن للمياه العادمة المعالجة، ما دفع بعض البلدان إلى إدخال المياه العادمة في موازناتها المائية. واليوم يقوم "إكبا" بتوسيع بحوثه وبرامجه لتحسين الاستخدام الآمن للمياه العادمة المعالجة لصالح الإنتاج الزراعي، حيث تشتمل تلك البحوث على تقييم توافر المياه العادمة المعالجة وكمياتها ونوعياتها، وأسس استخدامها، وكذلك الجوانب المبتكرة على صعيدها وإدارتها على مستوى المزرعة والممارسات الفضلى المتعلقة بها.
وعلى نحو مماثل، ثبتت أهمية إعادة استخدام مياه الصرف، حيث تركز بحوث "إكبا" أيضاً على تقييم كمية مياه الصرف ونوعيتها، بما في ذلك محتواها من المغذيات، وأسبابها وتأثيراتها، وتحديد الاستخدام المحتمل لهذا المورد المتدني النوعية، وكيفية مساعدته على حماية البيئة.
يشكل استخدام المياه متوسطة الملوحة ومياه البحر لصالح الإنتاج الزراعي مفهوماً يستقطب الكثير من الاهتمام، لاسيما استخدام مياه البحر في المناطق القاحلة وشبه القاحلة التي يسهل وصول مياه البحر إليها. لكن من الناحية العملية، اقتصر إنتاج منتجات مجدية اقتصادياً وسليمة من الناحية البيئية على أشجار المانغروف وبعض أنواع النباتات البرية والمستأنسة والتي أثبتت نجاحها في ظل الظروف الحقلية. وفي هذا المضمار، يعمل "إكبا" على غربلة وتقييم وتدجين نباتات ملحية لإنتاج الغذاء والطاقة الحيوية. أما بحوث المركز على النباتات الملحية فتمتد من تلك القابلة للزراعة باستخدام مياه مالحة إلى نباتات ملحية يمكن زراعتها باستخدام مياه البحر الصرفة.
ويعد التحسين الأمثل لاستخدام المياه على مستوى المزرعة من خلال إدارة جيدة للري خطوة أساسية لحفظ المياه في ظل الظروف القاحلة والمالحة، حيث يعمل "إكبا" على تقييم وتعديل وتطوير الابتكارات على صعيد تقانات الري والممارسات المحسنة على مستوى المزرعة التي من شأنها الحدّ من فاقد المياه، وتكون في الوقت عينه مقبولة التكاليف ومجدية ومناسبة للمزارعين في البيئات الهامشية. الأمر الذي يتطلب صون محتوى التربة من المياه في منطقة الجذور ضمن مستوى مرتفع بما يكفي لاستخدام المياه من قبل المحاصيل، وبدون التسبب بحدوث فاقد في المياه إلى أسفل منطقة الجذور بفعل الحركة غير الضرورة لها.
عمل "إكبا" في كثير من البلدان على تشجيع المزارعين على استخدام نظم ري مناسبة عالية الكفاءة، من قبيل الري بالرذاذ ونظم الري بالتنقيط السطحي وتحت السطحي. وجاء تأثير هذه المبادرات متمثلاً في الحدّ من فاقد المياه بشكل مثبت وتحسين إنتاجية المياه.
ومن خلال استخدام أحدث تقانات الحساسات الآلية، يدعم "إكبا" المبادرات التي تعتمد تقديرات التبخر-النتح التي تستند إلى الطقس ومتطلبات المحصول من المياه لإعطاء القدرة على رصد المحتوى من المياه وحركة المياه بطريقة مجدية اقتصادياً وشبه دائمة في التربة كأداة لإدارة الري. ويستخدم "إكبا" نظماً كهذه لرصد الري لصالح البحوث والعروض ونشر التقانة ليتم تبنيها في المزارع التجارية داخل البيئات الهامشية.