نمذجة المحاصيل

ثمة فجوة مؤكدة بين المعلومات الزراعية المطلوبة من قبل العلماء وصناع السياسات والمحترفين في مجال التنمية من جهة وبين المعلومات المستقاة من اتباع نهج تقليدي بخصوص سجلات الحصاد المجموع.
وتتيح نمذجة المحاصيل ومحاكاتها تفكيك حالات التآثر غير الخطية المعقدة بين عوامل الإنتاج، حيث نجدها تعزز صناعة القرار الزراعي لدى دمجها مع علوم البيئة والسياسات.
تعد نمذجة المحاصيل ومحاكاتها مطلوبة بصفة خاصة لرصد الزراعة في ظل تغير المناخ الموصوف أصلاً بتدني الهطولات وزيادة تواتر موجات الجفاف والملوحة. ولعل من شأن سلسلة موجات الجفاف أن تسفر عن تكرار إخفاق المحصول ما يؤدي إلى هجر المزارعين للأراضي.
أما التكيف على المستوى الإقليمي فينطوي على تنفيذ السياسات المتعلقة باستراتيجيات الاستجابة الفعالة على المستويين الوطني والإقليمي. وعلى مستوى الزراعة، قد يعتمد التكيف على تحسين أمثل للممارسات ونقل مستدام للتقانات والمهارات.
تستهدف بحوث "إكبا" المبادرات التي تمكن صناع السياسات في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إنجاز عملية رسم الخطط للموارد الزراعية على المستويات الوطنية، حيث يهدف عمل "إكبا" إلى:
1. تحديد حجم التقدم على صعيد نمذجة المحاصيل ومحاكاتها لإنتاج لوحة إرشادية لصناع السياسات؛
2. نقل أدوات وبيانات النمذجة والرصد الزراعي إلى طيف أوسع من المستخدمين في الإقليم؛
يعتمد النهج على استخدام مجموعة من أحدث أدوات نمذجة المحاصيل والبيئة لتقديرغلال الحبوب والتنبؤ بها.
يعمل "إكبا" على نماذج رصد ومحاكاة آنية للمحاصيل ضمن ظروف مناخية متطرفة من قبيل العمل ضمن مشروع "تطبيق نظم الرصد الآنية للزراعة المروية داخل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي يستهدف الأردن والعراق وتونس واليمن.
ويتابع "إكبا" عملية التحسين الأمثل للرصد الزراعي وإدارة المحاصيل في ظل تباين المناخ وتغيره، والمثال على ذلك عمل المركز في تونس من خلال مشروع مورد الذي يخضع فيه الصنفان الأكثر شيوعاً للقمح "كريم" والشعير "أربي" لمحاكاة نمو المحصول وتطوره وإنتاجه. وبالتالي، يتم تعديل المعاملات الوراثية لخمسين طرازاً وراثياً للقمح والشعير اعتماداً على بيانات متسقة حول صفات الظلة النباتية والفينولوجيا ومؤشر مساحة الأوراق وكذلك امتصاص مغذيات النبات وإعادة تجميعها.