بناء القدرات المؤسساتية للتكيف مع التغير المناخي في شمال أفريقيا

للاستفسارات الإعلامية

عبد المطلب بيجمراتوف

مدير إدارة المعرفة والتواصل الإعلامي

  • A.Begmuratov@biosaline.org.ae
  • 45 63 304 4 971 +
  • خلال الدورة التدريبية، استمع المشاركون إلى محاضرات وشاركوا في جلسات عملية.
    خلال الدورة التدريبية، استمع المشاركون إلى محاضرات وشاركوا في جلسات عملية.
  • في نهاية الدورة التدريبية، حصل كافة المشاركين على شهادات حضور الدورة.
    في نهاية الدورة التدريبية، حصل كافة المشاركين على شهادات حضور الدورة.
27 سبتمبر 2017

تشكل مسألة التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره عصب برامج الأمن الغذائي في البلدان التي تكتنف فيها الزراعة مخاطر كبيرة بسبب التغير المناخي. ويظهر ذلك جلياً في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تمثل الزراعة عماد الاقتصاد وتعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار نظراً لقلة المياه. وكنتيجة لذلك، ستتحدد ماهية مستقبل الأمن الغذائي في هذه المناطق بناء على استعدادها الجيد وماتقوم به حالياً لمواجهة الظروف المناخية غير المؤاتية، ومن المؤكد أن تعزيز القدرات المؤسساتية يندرج من ضمن هذه المساعي.

وتشكل تنمية القدرات أحد المحاور الأساسية التي يركز عليها المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني من ظروف بيئية هامشية. وكجزء من جهوده في مجال التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره، يقود المركز مبادرة رائدة لنمذجة التغير المناخي والتكيف معه منذ حوالي عقد من الزمن بهدف تطوير رؤى جديدة للآثار المحتملة للتغير المناخي على الأمن المائي والغذائي وعلى الأخص في المناطق الهامشية أو المناطق المرجح أن تصبح هامشية إلى جانب وضع سياسات تكيف مبتكرة وإيجاد حلول فنية.

وضمن هذه المبادرة، يعكف إكبا على بناء القدرات في مختلف البلدان بما فيها: المغرب وتونس والأردن ولبنان والسنغال واليمن والعراق والجزائر والإمارات العربية المتحدة والتي تعتبر الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي.

وفي هذا الإطار، نظم إكبا دورة تدريبية بتاريخ ۲٤-۲۷ سبتمبر/أيلول ۲۰۱۷ وكذلك ورشة عمل بتاريخ ۲۸ سبتمبر في الجزائر بالتعاون مع وزارة الزراعة والتنمية الريفية والصيد البحري في الجزائر. وبدعم من البنك الاسلامي للتنمية، عقدت الدورة التدريبية وورشة العمل في المعهد الوطني لحماية النباتات. وقد شارك في الدورة التدريبية التي امتدت لأربعة أيام بعنوان "التكيف مع المناخ المتغير: دراسة الظروف المناخية المستقبلية وحلول إدارة المحاصيل والمياه" مايقرب من ۲۰ مشاركاً، منهم ۱۷ مشاركا من معاهد مختلفة في الجزائر ومشارك واحد لكل من موريتانيا والمغرب وتونس. ومن جهة أخرى حضر ورشة العمل مايربو على ۱۵ مشاركاً من الجزائر.

وتضمنت الدورة التدريبية التي أدارها خبيرين من إكبا: الدكتور مكرم بلحاج فرج، خبير العلوم الزراعية، والسيد رشيد زعبول، خبير نمذجة التغير المناخي، محاضرات وجلسات عملية حول كيفية الحصول على البيانات المناخية المُشاهدة واستخدامها وتقليص بيانات التغير المناخي العالمية إلى المستويين الوطني والاقليمي. وحضر المشاركون عرضاً تقديمياً حول نظام مراقبة الجفاف، أعده إكبا بالتعاون مع جامعة نبراسكا-لينوكولن لإبراز كيفية وضع خرائط شهرية في أقصر وقت ممكن لمراقبة الجفاف باستخدام البرمجيات وتحليل ومقارنة موجات الجفاف الحالية والسابقة.

وحول الدورة التدريبية تحدث السيد حميد ولد يوسف مدير التدريب في وزارة الزراعة والتنمية الريفية والصيد البحري قائلاً: "تعتبر هذه الدورة التدريبية فرصة للجزائر لتبادل الخبرات مع بلدان شمال أفريقيا الأخرى للتعرف على التقنيات الحديثة في مجال التخفيف من التغير المناخي."

وتحدثت إحدى المشاركات في الدورة التدريبية، سهيلة حسين، مهندسة الأرصاد الجوية في مكتب المركز الوطني للأرصاد الجوية والمناخ في الجزائر قائلة: "لقد سلطت الدورة التدريبية الضوء على مسألة راهنة مهمة تتعلق بتأثير التغير المناخي على الزراعة والري وما يسببه من موجات جفاف على المستويين الوطني والدولي. كما أن هذه التأثيرات شديدة جداً مما يلزم التحرك سريعاً للخفيف منها"     

كما أضافت المهندسة سهيلة حسين: "كانت كافة المحاضرات ممتازة وأفادتنا بمعلومات عن الجهود التي بذلها خبراء إكبا وآخرون في المنطقة. أرجو أن تعود هذه الدورة التدريبية بنتائج مهمة بالنسبة لجزائر والبلدان العربية الأخرى للعمل معاً لإيجاد حلول للتغير المناخي."     

وتحدث مشارك آخر، الدكتور سيدي علي منعم من مديرية التنمية والمجلس الزراعي في نواكشوط،-موريتانيا قائلاً: "إنني على يقين من تحقق الهدف الرئيسي لهذه الدورة التدريبية، ومن المؤكد أنها ستفيد جميع المشاركين -الذين أبدوا تفاعل كبير في كافة الجلسات- في تنفيذ مهامهم."

وأضاف الدكتور سيدي علي منعم: "آمل أن يتم تعزيز التعاون بين إكبا ووزارة الزراعة الموريتانية في المستقبل لإيجاد حلول زراعية أفضل للمناطق الهامشية في موريتانيا."