المخيم الصيفي للشباب في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) يلهم الجيل القادم من المبتكرين الزراعيين

  • نُظّم المخيم بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة ضمن برنامج مستديم للشباب، وجمع طلاباً من المدارس الحكومية لاستكشاف العلوم والابتكار والتطبيقات العملية التي تميز عمل إكبا.
    نُظّم المخيم بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة ضمن برنامج مستديم للشباب، وجمع طلاباً من المدارس الحكومية لاستكشاف العلوم والابتكار والتطبيقات العملية التي تميز عمل إكبا.
8 أغسطس 2025

من 4 إلى 7 أغسطس 2025، استضاف المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) المخيم الصيفي للشباب في مقره بدبي، دولة الإمارات العربية المتحدة. نُظّم المخيم بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة ضمن برنامج مستديم للشباب، وجمع طلاباً من المدارس الحكومية لاستكشاف العلوم والابتكار والتطبيقات العملية التي تميز عمل إكبا. وخلال أربعة أيام، تفاعل المشاركون بشكل مباشر مع العلماء، وزاروا مرافق البحوث، وشاركوا في أنشطة ربطت بين أحدث الأبحاث الزراعية والتحديات العالمية مثل الأمن الغذائي، والتغير المناخي، والحفاظ على الموارد.

تمحور المخيم حول هدف واضح: إتاحة تجربة أصيلة للشباب في مجال العلوم الزراعية وإثارة فضولهم تجاه دورها في بناء مستقبل مستدام. لم يكن الطلاب مجرد متابعين سلبيين، بل تفاعلوا مع الخبراء، وطرحوا الأسئلة، وأجروا تجارب، وترجموا ما تعلموه إلى منتجات إبداعية مثل الملصقات والمقالات. وقد حمل كل يوم موضوعاً مختلفاً، ما أتاح للمشاركين في نهاية البرنامج فهماً واسعاً وعميقاً لعمل إكبا. 

Led by Mr Ghazi Al Jabri, Capacity Development Specialist, the morning began with a registration session where students received their programme materials, followed by an orientation on ICBA’s role as a global leader in research for arid and saline environments.


في اليوم الافتتاحي (4 أغسطس)، تعرّف الطلاب على رسالة إكبا وتاريخه، بقيادة السيد غازي الجابري، اختصاصي التدريب. بدأ اليوم بجلسة تسجيل استلم خلالها الطلاب مواد البرنامج، تلتها جلسة تعريفية بدور إكبا كجهة رائدة عالمياً في أبحاث البيئات الجافة والملحية. ثم التقطت صورة جماعية لتوثيق بداية الأسبوع، عكست تنوع المشاركين وحماسهم. تواصل اليوم بجلسة حول فرص تنمية القدرات، أُبرزت فيها طرق دعم إكبا للمجتمعات والمهنيين في تبني الزراعة الذكية مناخياً والفعالة في استخدام الموارد. 

On the second day, 5 August, students immersed themselves in the theme “From Field to Fork – ICBA’s work to achieve food security,” facilitated by Dr Henda Mahmoudi, Plant Physiologist.


في اليوم الثاني (5 أغسطس)، غاص الطلاب في موضوع "من المزرعة إلى المائدة – جهود إكبا لتحقيق الأمن الغذائي"، مع الدكتورة هندة محمودي،  خبيرة فسيولوجيا النبات، بدأ اليوم بجولات ميدانية في مرافق إكبا التجريبية، شملت تجارب النخيل، والبيوت المحمية، وحقول النباتات الملحية. شاهد المشاركون كيف يمكن زراعة محاصيل في ظروف ملحية، وتعرفوا على ممارسات الزراعة المستدامة، واطلعوا على علم النباتات المقاومة للمناخ. بعد الاستراحة، حضروا محاضرة تفاعلية تناولت موضوعات مثل المحاصيل الذكية مناخياً، أفضل الممارسات في إدارة المحاصيل، قيمة الزراعة المحمية، وأهمية الحفاظ على التراث الزراعي. 

The afternoon offered a hands-on workshop titled “From Farm to Fork: How to Develop a Value Chain.” Students worked in teams to create business model canvases for potential agri-business ideas, supported by scientists who encouraged them to think about innovation not only as a scientific pursuit but as a driver of economic opportunity.


في فترة بعد الظهر، شارك الطلاب في ورشة عملية بعنوان "من المزرعة إلى المائدة: كيف نطور سلسلة قيمة"، حيث عملوا ضمن فرق على إعداد نماذج أعمال لأفكار مشاريع زراعية محتملة، بدعم من العلماء الذين شجعوهم على التفكير في الابتكار ليس فقط كمسعى علمي، بل أيضاً كمحرك للفرص الاقتصادية. واختتم اليوم بمختبر "مطبخ نباتات ملحية مصغر"، الذي ربط البحث الزراعي بالتغذية وتطبيقات الطهي. 

Safeguarding biodiversity through the UAE Genebank


في 6 أغسطس، انتقل تركيز المخيم إلى موضوع "مرافق البحث والتدريب في إكبا: البنك الجيني الإماراتي"، بقيادة الدكتورة سوميثا ثوشار، زميلة ما بعد الدكتوراة وباحثة في الموارد الوراثية النباتية، بدأ اليوم بجولة في البنك الجيني، تعرّف خلالها الطلاب على حفظ الموارد الوراثية النباتية ودورها في استدامة الإنتاج الغذائي في ظل الضغوط المناخية. تلتها نشاطات عملية لتحديد البذور، ما عزز مهارات الملاحظة وقدّم تنوع الأنواع النباتية الملائمة للبيئات الصعبة.

شارك الطلاب أيضاً في تجارب إنبات واختبارات تحمل الملوحة باستخدام صوانٍ جاهزة يمكنهم أخذها إلى منازلهم لمتابعتها. هذا النشاط ربط البحث المخبري بالمشاركة الشخصية، حيث أصبح كل طالب مسؤولاً عن تجربة حية. كما عززت مهمة استخراج وغرس بذور الغاف أهمية الأنواع المحلية في الاستقرار البيئي. واختُتم اليوم بمسابقة مراجعة شاملة لاختبار معارف الطلاب وتسليط الضوء على أهمية حفظ التنوع الوراثي لضمان الأمن الغذائي العالمي. 

The final day, 7 August, was hosted at the Emirates Soil Museum and facilitated by Mrs Ryma Affani, Museum Curator.


في اليوم الأخير (7 أغسطس)، استضاف متحف تربة الإمارات فعاليات المخيم، بقيادة السيدة ريما عفاني، أمين متحف الإمارات للتربة، بدأ الطلاب بجولة تعريفية بمقتنيات المتحف، استكشفوا خلالها مكونات التربة وتصنيفاتها ووظائفها البيئية. 

وقدمت ورشة "تربتنا الحية" نظرة معمقة على دور تنوع التربة في دعم النظم البيئية الصحية. وفي جلسة تفاعلية، ناقش الطلاب الأفكار والموضوعات التي أثرت فيهم خلال المخيم، مظهرين كيف ساعدهم البرنامج على توسيع فهمهم.

Throughout the camp, students were encouraged to think critically and express themselves through an opinion writing competition.


تعرّفوا أيضاً على طرق اختبار عملية في مختبر التربة المصغر، شملت قياس الملوحة والـ pH والقوام، إلى جانب لقاء مباشر مع خبراء في علوم التربة. اختتم اليوم بنشاط عملي منزلي – إعداد "تربة الإمارات في زجاجة" – تلاه تقييم البرنامج وتوزيع الشهادات. واختُتمت الفعاليات بصورة جماعية جسدت ليس فقط إتمام البرنامج، بل أيضاً بداية ارتباط مستمر بعلم الزراعة. 

جاء المخيم متزامناً مع اليوم العالمي للشباب، كتذكير بأهمية دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وتعكس مبادرات إكبا الموجهة للشباب، مثل برنامج مستديم، التزام المركز ببناء جيل جديد من القادة القادرين على مواجهة التحديات المترابطة مثل التغير المناخي والأمن الغذائي وندرة الموارد. ومن خلال تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات والتجارب العملية، يضمن إكبا أن تمتد رسالته أبعد من نطاق البحث العلمي لتشمل التمكين المجتمعي الفعّال.

يُعد المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مركزاً فريداً للبحوث الزراعية التطبيقية يركز على البيئات الجافة والملحية حيث يعيش نحو 1.7 مليار شخص. ويعمل على تحديد واختبار وتقديم المحاصيل والتقنيات الذكية مناخياً والفعّالة في استخدام الموارد، والأنسب للمناطق المتأثرة بالملوحة وشح المياه والجفاف. ومن خلال عمله، يساهم إكبا في تحسين الأمن الغذائي وسبل العيش لبعض من أفقر المجتمعات الريفية في العالم.