المركز الدولي للزراعة الملحية يؤكد التزامه بالعمل المناخي الشامل القائم على تمكين المرأة الريفية
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفيةفي 15 أكتوبر، جدّد المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) التزامه بالابتكارات الزراعية الشاملة التي تضع المرأة الريفية في صدارة جهود تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، وتحقيق الأمنين الغذائي والتغذوي، ودفع مسارات التنمية المستدامة. ففي أكثر البيئات الزراعية هشاشة حول العالم، تضطلع النساء الريفيات بدور محوري في إنتاج الغذاء وحوكمة استخدام الأراضي، ومع ذلك ما زلن يتأثرن بصورة غير متكافئة بتغير المناخ وبعدم المساواة في الوصول إلى الموارد المختلفة.
وقالت الدكتورة طريفة الزعابي، المديرة العامة للمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا): "تمكين المرأة الريفية يتجاوز كونه قضية عدالة اجتماعية—إنه عنصر أساسي لتحقيق المرونة المناخية، والأمنين الغذائي والتغذوي، والإدارة المستدامة للأراضي والمياه. ومن خلال الحلول العلمية، وبرامج البحث الشاملة، والشراكات الاستراتيجية، نضمن أن تكون المرأة في صلب عملية تحويل النظم الغذائية الزراعية في البيئات المالحة والجافة."
وعلى الصعيد العالمي، ما تزال سبل عيش النساء شديدة التعرض للضغوط المناخية. فالأسر التي ترأسها نساء تتكبد خسائر سنوية في الدخل تصل إلى 8% بسبب الإجهاد الحراري و3% بسبب الفيضانات. كما يرتبط ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة بانخفاض قدره 34% في إجمالي دخلهن مقارنة بالأسر التي يرأسها رجال. ومع ذلك، لو حظيت النساء بفرص متكافئة في الوصول إلى الموارد الإنتاجية، لارتفعت غلة المزارع بنسبة تتراوح بين 20–30% — بما يكفي لإطعام ما يصل إلى 150 مليون شخص إضافي حول العالم. أما فجوة الإنتاجية في الأراضي بين المزارع المُدارة من قبل النساء وتلك المُدارة من قبل الرجال بالحجم نفسه فتبلغ 24%.
وبصفتِه مركز تميّز في مجالي الزراعة الملحية والزراعة القادرة على التكيف مع المناخ، يضع إكبا الإدماج الجندري في صميم إطاره الاستراتيجي 2024–2034. فمن تنويع المحاصيل وصحة التربة وإدارة المياه إلى الانخراط في السياسات، يدمج إكبا مشاركة النساء في كل مستويات تصميم التدخلات وتنفيذها.
ومن بين مبادراته الرئيسية، ينهض برنامج «القيادات العربية النسائية في الزراعة» (أولى) بدور مهم في تعزيز القيادة البحثية والخبرة الفنية لدى العالمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أسهمت زميلات البرنامج في تطوير مشاريع بمجالات إدارة الملوحة، ومتانة المحاصيل، وكفاءة استخدام المياه—إلى جانب إرشاد أجيال جديدة من الباحثات والمرشدات الزراعيات.
ويقود إكبا كذلك التعاون الإقليمي لتعزيز القدرة الزراعية على التكيّف مع الملوحة من خلال تحسين قدرة الزراعة على التأقلم مع الملوحة والتغير المناخي من خلال تطوير وتحفيز التقنيات واستراتيجيات الإدارة التي تصب في صالح الفقراء (RESADE)، بالشراكة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، في ست دولٍ من أفريقيا جنوب الصحراء. وقد أنشأ المشروع «محاور معرفة لأفضل الممارسات» التي أدّت دور منصّاتٍ للعرض ومراكزَ للمعرفة في آنٍ معًا. وتمّ تدريب نحو 7,236 امرأة من المزارعات من خلال 114 جلسة ضمن «مدارس المزارعين الحقلية». وبعيدًا عن مكاسب الإنتاجية، عزّز المشروع التصنيع الزراعي، وإضافة القيمة، والابتكار في النظم الغذائية المحلية عبر إشراك النساء بصورة فاعلة.
وعبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى، يدمج إكبا ممارساتٍ مراعية للنوع الاجتماعي في برامجه البحثية والميدانية. ففي أوزبكستان، يعزّز تطويرُ نظم الإنتاج الزراعي المستدامة في المناطق المتدهورة من جمهورية قَرَقَلْباقِستان ابتكاراتٍ متكاملة في المحاصيل والتربة والمياه والاستزراع المائي، إلى جانب بناء القدرات من خلال إشراك وتمكين المزارعات والعاملات في سلاسل القيمة.
وفي إطار توسيع أثر هذه المبادرات، أطلق المركز تحالف النساء من أجل العمل المناخي في الزراعة (WACAA)، منصّةً إقليميةً تهدف إلى الوصول إلى مليون امرأة عبر الجنوب العالمي بحلول عام 2030. ويَصِل التحالفُ بين النساء الريفيات والعلماء وصنّاع السياسات للتشارك في تطوير حلولٍ شاملة تتصدّى لتحدّيات المناخ والغذاء والأراضي، بما يتيح تعظيم دور المرأة القيادي في رسم مستقبلاتٍ مستدامة.
وتجسّد هذه المبادرات رؤية إكبا طويلة الأمد لجعل الزراعة في البيئات الجافة والمالحة أكثر عدالة وفعالية وقدرة على الصمود. واختتمت الدكتورة الزعابي بالقول: "عندما نستثمر في المرأة، فإننا نستثمر في مرونة المجتمعات بأسرها."